وحدها النحل تؤدي مهمتها بوحي من السماء (وأوحى ربك للنحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون) جبلت على الشفاء وارتبطت مع جمال الطبيعة بعلاقة حميمية لتخرج مادة عجيبة المذاق، جميلة اللون، شذية الرائحة ، تجمع بين خاصية الطعام وخاصية الشراب وتستعصي على التقليد ولا تزال حلاوتها مضرب المثل .. وهل هناك أحلى من العسل.
ويعتبر العسل اليمني من أشهر وأفخر أنواع العسل في العالم، نظراً الى اختلاف التضاريس في اليمن وتنوع المناخ والتربة، وتعدد مواسم التزهير على مدار العام ..
فال تعالى ( أوحى ربك إلى النحل أن أتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون * ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) صدق الله العظيم
ما تدل هذه الآية الكريمة إلا على أهمية النحل ذلك المخلوق الصغير وما أودع الله في هذه
الحشرة من المعجزات التي عجز الإنسان على تفسيرها ، فحياة النحل وسلوكها يدل على عظمة الخالق عز وجل الذي أعطاها كل تلك الخصائص وميزها على سواها من المخلوقات سواء وحياتها القائمة على التنظيم المحكم .وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث ابن هريرة ـ قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من لعق ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم البلاء )
وفي ذلك إشارة على ضرورة الاستمرار في تناول العسل وأن يكون ذلك متصلاً وليس منقطعاً ، وهذا يفيد آن العسل إذا استعمل بهذه الصورة( ثلاث مرات كل شهر) فانه يكسب الجسم القدرة على مقاومة الأمراض كما يكسبه أيضاً المناعة .
عن العسل اليمني
العسل اليمني بجودته وفوائده الغذائية والعلاجية التي لا تضاهى استطاع على مر العصور أن يحافظ على مستواه الذي عرف به منذ زمن بعيد ، حيث أن اليمن لم يكن يطلق عليها إلا أرض الطيب والعسل ، والعسل اليمني يعتبر من سلالات العسل الرئيسية التي تعرف بسلالة (عسل زهور صحراء الربع الخالي) وهذه السلالة من العسل نحصل عليه من سلالة نحل الجزيرة العربية المتركزة بشكل رئيسي في اليمن وبعض المناطق الجنوبية من المملكة العربية السعودية وعمان وتعرف هذه السلالة علمياً باسم Apis mellifera yemenitica .
يتكون العسل - حسب الدراسات التي أجريت له من مجموعة من الماء والفيتامينات، والأملاح المعدنية إضافة إلى عدد من الخمائر التي تنشط تفاعلات الاستقلال في الجسم والتمثيل الغذائي له , و تحول السكر العادي إلى سكاكر أحادية (جلوكوز وفراكتوز) لتمكين الجسم من امتصاصها، إلى جانب قليلة من البروتينات والأحماض المعدنية، وجميعها مكونات جعلت العسل غذاءاً مثالياً للإنسان , له القدرة على الشفاء من كثير من الأمراضوقد أجرى أول تحليل لعينة من عسل السدر اليمني الذي تشتهر به مديرية (دوعن) بحضرموت قام به المعهد الملكي البريطاني عام 1937م حيث خلصت النتائج إلى أن العسل الدوعني صنف من أصناف العسل ذي اللون الذهبي والحلاوة الشديدة، مميز الطعم والرائحة، ويحتوي على نسبة عالية جدا من السكر الثنائي (السكروز). وفي دراسة أخرى أشارت إلى أن رطوبة عسل السدر اليمني تبلغ حوالي 16 % وهى نسبة مثالية تمنع حدوث التخمر فيه.
سر الجودة للعسل اليمني
تكمن جودة العسل اليمني وتميزه عن باقي العسل في العالم في ما وهبه الله عز وجل للأرض اليمنية من اختلاف في التضاريس كالجبال الشاهقة والوديان الممتدة والهضاب الواسعة
والسواحل الطويلة، وتركيبة التربة والظروف الجوية المحيطة بمراعى النحل، شكلت بمجموعها مناخاً فريداً أدى إلى وفرة الغطاء النباتي على مدار السنة واختلاف مواسم التزهير والتنوع في أصناف العسل اليمني الذي يتميز عن غيره من أنواع العسل أن النحلة هي التي تبني خلايا العسل بنفسها دون تدخل الإنسان في صنعها كما هو الحال في الدول الأخرى، إلى جانب احتفاظه بخواصه الطبيعية من حبوب اللقاح وغذاء ملكات النحل، وكذا مراعي النحل المنتشرة في الوديان والجبال والسهول والقيعان. كل تلك العوامل جعلت العسل اليمني ذا قيمة علاجية وغذائية فائقة، وأعطته مذاقا لذيذ ونكهة طيبة وألوانا متعددة .
أهم أنواع العسل اليمني ومناطق إنتاجه
عسل السدر
يعتبر هذا النوع من العسل من أهم أنواع العسل اليمني عسل السدر الذي يحتل الأولوية من حيث الشهرة والجودة العالمية، والمتميز بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة، ولزوجته العالية، ويعرف في اليمن بشجر عسل (العلب) يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر وتزهر أشجار السدر في موسمين، الموسم الرئيسي في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من السنة، وعسل السدر في هذه الفترة
خالصاً لايختلط به أي نوع من الأزهار مع توفر الظروف الملائمة المتمثلة في الطقس الصحو والهواء الجاف الخالي من الرطوبة حيث أن عسل السد رفي هذه الفترة يمثل أجود أنواع العسل على الإطلاق بقيمته الغذائية والعلاجية وأسعاره عادةً ما تكون مرتفعة ، أما الموسم الثاني لعسل السدر فيبدأ في شهر يوليو من كل عام يقع في المرتبة الثانية وجودته أقل من عسل سدر الدرجة الأولى ، لأنه يأتي مختلطاً بزهور أشجار أخرى متعددة ، لكنه لا يقل فائدةً عن نوع عسل السدر السابق.
يستخدم عسل السدر في علاج عدد من الأمراض أهمها القرحة،والربو، وعلاج أمراض الكبد، وأمراض البرد، وفقر الدم، والملا ريا، والتيفود، والسكر.والالتهابات والسرطان والضعف الجنسي .
عسل السمر
ويعرف في اليمن بـ(الطلح) تزهر أشجاره في شهر ابريل من كل عام ، وهي أشجار شوكيه
تنتشر بشكل كبير في حضرموت وشبوة ومحافظات صنعاء، وإب والمحويت، و يأتي في المرتبة الثانية بعد عسل السدر، يمتاز بمذاقه الحار ولزوجته المتوسطة ولونه الأحمر المائل إلى السواد،وهذا النوع من العسل يستخدم في علاج أمراض فيروسات الكبد،والصفار وأمراض البرد، وفقر الدم، والملاريا، والتيفود والحموضة والقرح المعدية، والتهابات الجهاز التنفسي.