تعودنا سماع عبارة
العسل الأصلي لا يتجمد
وعبارة
ضع العسل بالثلاجة فإن تجمد فارمه في القمامة
في الحقيقة هذه الشائعة هي أسوأ شائعة في تاريخ العسل
وهي المسؤولة عن إفساد آلاف الأطنان من العسل المنتشرة في الأسواق
وهي السبب في أننا لا نتداوى بالعسل ولا نستعمله في العلاج
وهي من أغرب وأعجب الشائعات على الإطلاق
وذلك لأن أي نحال عنده خبرة بالعسل يعرف أن بعض بل أكثر أنواع العسل ممكن تتجمد
وأي تاجر عسل يعرف أن العسل يتجمد
وأي مختبر يفحص العسل يجد أن كثير من العسل المتجمد عسل ممتاز ولا يشوبه أدنى قدر من الغش
وغالب الكتب التي تتكلم عن العسل تذكر صفة التبلور ( التجمد ) للعسل وأنها صفة طبيعية للعسل
حتى المستهلك نفسه يستخدم العسل ويشعر بتحسن في صحته ويدرك فوائد العسل الأصلي ثم يراه قد تجمد مع الوقت أو البرد فيتوجه به نحو أقرب قمامة
ولا تزداد الشائعة الباطلة إلا انتشاراً بين الناس
في الحقيقة ليست كل أنواع العسل قابلة للتبلور
ولا العكس
فمنها لا يتبلور مطلقاً مهما طال الزمن ومهما كانت الظروف المناخية المحيطة به
ومن أنواع العسل ما يتبلور قبل أن يستخرج من الخلية فيضطر النحال إلى طحنه مع الشمع وتعبئته وهو متجمد
ومنها ما يتجمد بعد استخراجه من الخلية بدقائق
ومنها بعد أشهر
ومن الممكن بسهولة التغلب على هذا الشكل الغير مرغوب فيه للعسل
وذلك بتسخينه وبكل بساطة
ليعود إلى شكله السائل المعروف والمألوف لدى كل الناس
ولكن المؤسف أن هذه العملية تؤثر على قيمته العلاجية
وتفكك أنزيماته الفعالة
وتكون فيه مواد ضارة
والأنزيمات الفعالة في العسل هي التي تعطيه قيمته وهي الجديرة بالحفاظ عليها وليس شكله وسيولته
ومن المؤسف أيضاً أن تسخين العسل منتشر بكثرة بسبب هذه الشائعة المزعومة
فيقع التاجر أو النحال بين أمرين
بين أن يبقى عسله على الرفوف ولا يشتريه أحد بسبب تبلوره رغم أنه من أجود الأنواع
وبين أن يسخنه ولو على حساب الفوائد التي يتمتع بها
فيختار الأمر الثاني رغم أنفه
والخاسر الأول هو المستهلك
الذي دفع مبلغ عالي ليحصل على عسل أشبه بالمربى من حيث القيمة الدوائية
ولا نقول أن الغش غير موجود
بلى هو موجود وبكثرة ولكن المحتال الذي يطبخ السكر على أنه عسل يضيف إليه مواد تجعله غير قابل للتجمد والتبلور ولو طال الزمن
والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق